مقالات

الصحافة الليبية بين الدكتاتورية والجهل !!

الهادي القرقوطي

احدثت الإجراءات الأخيرة التي قام بها المجلس الرئاسي والقاضية بتكليف مسئول سابق للصحافة صدمة كبيرة عند بعض الصحفيين فيما مثلت خيبة أمل عند البعض الآخر.

فبعد طول انتظار وترقب في ان تنتقل الصحافة الليبية من الجمود إلى الحركة ومن النظرة الاحادية والرأي الواحد إلى التعددية والتنوع والحرية التي طالما حلم الصحفيين بها طويلا، يتفاجأ الصحفيين بعودة الدكتاتورية والتسلط والهيمنة ومصادرة الراي .. ليس هذا فحسب بل لم يخطر ببالهم يوما ان يعود القمع والاضطهاد بذات الوجوه وبنفس الأدوات وبتلك الآليات القديمة البالية، الا ان الزمن عندما يعود إلى الخلف يكون وقعه اكثر ايلاماً وأعظم ظلما وأطول وجعاً خاصة عند عودته بكامل أدواته وبعضا من وجوهه البائسة.

ولعل المتتبع لحال الصحافة الليبية يدرك جيدا ان كل التجارب الصحفية السابقة فشلت في تكوين صحافة قوية تواكب العصر وتحمل رسالة حقيقية وواضحة هدفها خدمة الوطن وليس تبجيل السلطة وتطويع الناس، ولعل هذا الفشل يرجع سببه الأساسي إلى عدم وجود رؤية ناضجة لمن يتولى موقع المسؤول في الصحافة، وبالأخص بعد احداث فبراير حيث تناوب عليها أما جاهل ابله او متسلط ارعن او عديماً للرؤية .. و لم يستطع أي احد ممن تولوا ادارة هيئة الصحافة قديماً او حديثاً الخروج من هذه اللواصق او تجاوزها لانهم ببساطة لا يملكون تلك الرؤية التي تؤهلهم لمواكبة العصر ولا يحملون تلك النظرة التي ربما نامل في ان توصل صحافتنا إلى المصاف الأعلى الذي نطمح اليه .. انهم عراقيب شر وسرادق مظلمة وخيالات نواح قادتنا ولا زالت تقودنا نحو اهاتنا المكبوتة التي لن تصمت حتى ننتهي إلى العدم ..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق