عربي ودولي
مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني يجتمع مع الامين العام لجامعة الدول العربية
في إطار تعزيز التعاون المشترك
كتبت/ لبنى يونس
اجتمع يوم أمس الأحد الموافق 18 يوليو مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مدينة العلمين لتبادل وجهات النظر على نحو معمق حول العلاقات الصينية العربية والقضايا الإقليمية والدولية.
هذا وأشاد الجانب الصيني بالجهود المهمة التي بذلتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بقيادة الأمين العام أحمد أبو الغيط في سبيل صيانة السلام في الشرق الأوسط وتعزيز التنمية في المنطقة ودفع العالم العربي لتقوية نفسه عبر التضامن.
ومن جانبها أشادت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالدبلوماسية النشطة لوزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية تحت قيادة مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي، والتي تبذل جهودا إيجابية مهمة في سبيل تعزيز الأمن والإستقرار في الشرق الأوسط.
كما أعرب الجانبان عن ارتياحهما العميق لتطور علاقات الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية، ولمستوى التعاون القائم بين الجانبين، والتضامن والدعم المتبادل للقضايا التي تهم كل طرف، وأهمية مواصلة تعزيز العلاقات الإستراتيجية بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصيني والعربي.
ونص البيان على الآتي، التأكيد على الروابط التاريخية وعلاقات الصداقة المتينة التي تربط الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، والإشادة بالإنجازات التي حققها الجانبان في إطار منتدى التعاون الصيني العربي منذ إنشائه في عام 2004، والدور الذي يمكن أن يقوم به المنتدى في الدفع بالعلاقات الصينية العربية نحو آفاق أرحب.
والتأكيد كذلك على أهمية مواصلة تكثيف التعاون في المرحلة المقبلة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والإعلامية وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار والمالية والصناعة والنقل والمواصلات والطاقة والموارد الطبيعية والبيئية والزراعة والسياحة وتنمية الموارد البشرية والملكية الفكرية والثقافة وحوار الحضارات والمكتبات والمعلومات والتعليم والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا والصحة والتنمية الإجتماعية والإعلام والتعاون الأهلي والمرأة والشباب والرياضة والتنمية المستدامة والسياسات السكانية.
والتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الصيني العربي الطويل المدى الذي سيرشد التعاون الصيني العربي للإرتقاء بنوعيته ومستواه، والتأكيد على أهمية مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات.
كما جاء في البيان أيضاً، الإشادة بالتعاون والتضامن بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية لمكافحة جائحة كورونا، والتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولي للوقاية والسيطرة على الجائحة، وبذل الجهود المشتركة خاصة في مجالات اللقاحات وانتاجها محلياً، ومواجهة الآثار المترتبة على هذه الجائحة، ورفض تسييسها، والدعوة إلى التعاون بروح علمية في اكتشاف مصدر فيروس كورونا المستجد.
والتشديد كذلك على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، والإشادة بالمساعدات التي تقدمها جمهورية الصين الشعبية للدول العربية، وللأمانة العامة للجامعة، سواء من اللقاحات أو من المستلزمات الطبية بأنواعها.
والإشادة أيضاً بمبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ، وبما تطرحه من فرص واعدة للتعاون والمنفعة المشتركة، والتأكيد على أهمية التعاون المشترك والتشاور لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المستدامة وتحسين مستوى عيش الشعوب، وترحيب الجانب الصيني بمواصلة مشاركة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية لتعزيز التواصل بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات، والعمل سوياً على التجاوب مع متطلبات العصر، وكذلك العمل على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك بما يساهم في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وعرض ذلك على القمة الصينية العربية المقبلة.
والتأكيد على أهمية الإعداد والتحضير لعقد القمة الصينية العربية الأولى التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية في عام 2022، في موعد يتفق عليه الجانبان، والتطلع إلى أن تشكل هذه القمة نقلة نوعية للإرتقاء بالعلاقات الصينية العربية والشراكة الإستراتيجية الصينية العربية إلى آفاق أرحب، وبما يخدم المصلحة المشتركة للجانبين.
والتأكيد على ضرورة الإلتزام بالمبدأ الدولي المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومواصلة تبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، والتمسك بالشراكة الدائمة لإستكشاف الطرق التنموية بالإرادة المستقلة، ورفض تسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لممارسة الضغوط على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، والعمل على تعزيز التضامن والتعاون، والإلتزام بتعددية الأطراف ورفض أحادية الجانب والدفاع عن العدالة الدولية، وصيانة المصلحة العامة للدول النامية والدفاع عن حقوقها التنموية المشتركة، وصيانة المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، والعمل سويا على تعزيز الإحترام المتبادل والعدالة والإنصاف والتعاون والكسب المشترك في العلاقات الدولية.
أيضاً أهمية الحفاظ على الأمن والسلم والإستقرار ، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات والقضايا الإقليمية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والإتفاقيات والمرجعيات ذات الصلة، والتأكيد على أهمية الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعو الجانبان إلى عقد مؤتمر دولي للسلام ذو مصداقية أكبر وتمثيلية أوسع، بما يحقق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط بأسرع وقت على أساس حل الدولتين.
وكذلك التأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي الدول العربية، خاصة في سوريا وليبيا واليمن، وضرورة تعزيز أمنها وسيادتها على أراضيها ومواردها الطبيعية، وأهمية وقف القتال وتعزيز فرص الحل السياسي ورفض التدخلات الخارجية فيها ودعم جهود الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في هذا الشأن، وترحب جامعة الدول العربية بدور الصين الإيجابي في إيجاد حلول للقضايا الإقليمية.
وجاء في البيان أيضاً دعم جميع الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والتأكيد على أهمية تعزيز مصداقية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، حيث تدعو الصين وجامعة الدول العربية إلى تعزيز التعاون في إطار الأمم المتحدة والمعاهدة المذكورة أعلاه، وتعزيز النظام الدولي لعدم الإنتشار النووي الذي يتخذ المعاهدة كحجر الأساس.
وتعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب، وإدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ودوافعه، وضرورة مكافحته وعدم ربطه بأي عرق أو دين أو جنسية أو حضارة، واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه.
حيث اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق المشترك خلال المرحلة المقبلة لتعزيز التعاون الصيني العربي، في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.